استغرَبت ذات مرة كيف اننى اصبحت لا استطيع مغادرة المنزل دون محدد العيون الاسود .. كيف ارسم به خط سميك فوق عيونى و كأننى احرسها او أؤكد على وجودها .. نعم لازلت املك العيون ذاتها.
استغرَبت ايضا انني ما عدت ارتاح فى رحابة ملابسي و اميل لتلك المليئه بالاشرطه و الاحزمة كأننى اجمع شتات جسدى و "اصلب حيلي" كما يقولون.
استغرَبت ان نظارتي و بعد سنين تركت علامه داكنه على انفى تذكرنى دائما بقصور رؤيتى. استغربت اكثر كيف ازعجنى هذا.
الفتاه غرقت بين اشرطة المقويات و فواتح الشهيه و كانها لا تبالي,و كأن انهاكها تطور طبيعى "للعَجَز" الذى تحسه .
اصبحت لا تقوى .. فقط لا تقوى و اصبح هذا كل شيء و اصبح هذا "عادى".
اصبح السؤال "عادى" و السلام "عادى" , الحديث "عادى" … العناق "عادى"
اصبح من "العادى" ان لا تعبر عيونك اليها و ان لا تقوى حتى على قول
مَلِلِت … فقط مَلِلِت