2010/08/23

ذات الرداء الازرق ابو ورد برتقالي

القريبون حقا مني يعلمون انه خلف النظارة و الكتب الكثيرة و الشِعر و تلك الحقائب المليئة بالأوراق والأقلام و المنظف الذي اشتريته فقط لأزاله آثار الجرائد من علي يداي قبل أن أبدابالتهام سندويتش التشيكن سنتافيه من هارديز – يعلمون أنني اخفي - و ليس باردتي الكاملة طبعا- وجه أخر لا يختلف كثير عن وجه الفتيات الملتفات حول أخر إصدار لشركات التجميل بترقب يشبه ترقب الكشف عن سر أسرار الوجود.
لا اخفي عليكم أناأيضا التف حول هذه الإصدارات , أدور بين الصفحات لا اعرف ماذا سأشتري بالضبط كما أدورفي أروقه المكتبات الكبرى و أنا أضم إلي صدري مجموعه كبيرة من الكتب لم أقرر بعد أيها سأشتري , اقرأ الوصف المصاحب لظلال الجفون هذا كما أقراء تعليقات كبار الكتاب على الغلاف , اذكر لصديقاتي كم اعشق الكحل الملون و خاصة الأزرق منه كما أحدثهم في نهم عن عم علي سلامة* , نعم أتسلل إلي الكوافير القريب لأسوى أطراف شعري و استمع بنهم حقا مبالغ فيه لثرثارات النساء حول الأخريات و تحّكمني إحداهن _ صاحبة المكان_ بينهن بخصوص خطيب الأخرى كيف لا يشتري لها هدية عيد الحب لمجرد إن عمه قد مات ؟لا أتهرب كثيرا فالأمر هنا لصاحبة المكان , لابد و أن أوافق علي جميع آرائها ,فأدينه بشدة ...و تعود إلي لتصيغ نفس ذات السؤال مرارا و تكرار لماذا و أنا الفتاه المحجبة المنهكة دائما في عملها و المطحونة جدا في دراستها, التي لا تري شعرها إلا حين تصمت شكواه تحت حجابهاالذي يخفي كثيرا من صغر ملامحها- لماذا اهتم قبل عيد الحب بالذات في الاعتناء بشعري أي رغبة أحاول أن اظهر أو أي رغبة أحاول حثيثا أن اخفي؟؟!! أعيدها عليها مرارا انه ليست هناك أية علاقة و لان الأمر هذا أيضا يرجع لها فقط اترك لها طرف خيط من غموض حول أسبابي انتشي لمجرد إنها شاردة الذهن غارقة ألان في الغموض التي اختارته هي لتلفني به كما تفعل مع تلك البكرات بشعري.
و لأننا نتغير نعم نتغير, أجدني اهلك نفسي وسط كل هذا الزخم أن اعرّف نفسي , فأبدا بالفيس بوك لفترة!! هل أنت عاطفي أم حنون , أنتي شخصيه مني زكي في فيلم إيه؟؟ و أتساءل في تعجب الفلاسفة " لماذا منى ذكي بالتحديد؟" كالعادة لا أصل لإجابة وافيه,كانوا أصدقائي و كمجتمع كول سنتري كامل الدسم يهوون الألقاب و لكن ثمة أمر محير في تلك الألقاب ليست تعددها و لكن تناقضها ؟ أنا بيتي بان , أنا رز بالبن , و أنا أيضاسيطرة.أنا تلك البنت التي كانوا يدفعونها دفعا للبس الكعب العالي , التخلي عن تلك الألوان من البيج و الرمادي , واضافة بعض القليل من الكحل الذي لا يضير.
كنت أحس بالغزو الفكري كما يقولون و كنت مستعدة للوقوف مع ما ظننت انه أنا الحقيقية و التي لا أخفيها عليكم ظننت أن فيها من سيطرة أكثر كثيرا من بيتي بان إلي أن قابلته, لكي أصدقكم لقد قابلته من قبل و حاولت معه بشتى الطرق لكنه كان يبدى من العند أكثر من طاقتي , كان يصرخ بها في وجهي "لم اخلق لأمثالك من قصار القامة ذوي النظارات و الحقائب الممتلئة, أريدها طويلة , ممشوقة , تضع من احمر الخدود ما يضيء وجهها و تلعب بالكلمات فتتوه في رقتها لست كذلك و لن تكوني ابد كذلك". و لكن يومها حين قابلته لم اجمع مخزون عندي و قسوة طبعي لمواجهته فقط سحبته من عنقه إلي في حركة عفوية و قفزت في داخلة... فستاني نعم فستاني ماذا تظنونبى !!!
ارتديته لأخطو الأرض بخطوات مرحة , خطوات سعيدة, نعم لم أكن ممشوقة القوام ولا شديدة الرقة و لكن كنت طفلة تلف جسدها النحيل بشال أمها الطويل و تتصور نفسها و هي في عرس صديقاتها و كيف بمجرد ظهورها تخطف القلوب و الأنظار .. نعم رفعت طرفة و أخفيت ابتسامه و أنا اقفز في كعبي العالي أثناء ملاحقي لأخي الصغير , نعم كنت أمه حين أخفيته في زيل فستاني الطويل و أخذت أدور حولي بحثا عنه و أنا أدغده فينشق قلبي نور من فرط فرحته .
هوا الفستان الأزرق ذو الورود و الخطوط البرتقالية المشدود جدا على خصري المخلوق لي وحدي.

No comments: